إقامة حدود بين الصحراء وباقي المغرب من الناحية السوسيولوجية أمر "عبثي" (باحث)
مواقع حول نزاع الصحراء الغربية قال الأستاذ محمد الشرقاوي إنه تم دائما تناول قضية الصحراء من وجهة نظر القانون الدولي, بينما لم تحظ أبعاد أخرى مهمة, من قبيل الروابط الاجتماعية بين سكان الصحراء وباقي المتجمع المغربي , بالاهتمام الذي تستحقه, معتبرا أن إقامة حدود بين الصحراء وباقي المغرب يعد من الناحية السوسيولوجية أمرا "عبثيا" 
وأكد السيد الشرقاوي, وهو مدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا, في مقال نشر يوم الأربعاء على أعمدة يومية "واشنطن تايمز" الأمريكية, إن الجهة ستشهد مأساة إنسانية إذا تم قطع هذه الروابط الاجتماعية, موضحا أنه" بدون الصحراء, لا يمكن فهم تاريخ المغرب , وبدون المغرب, فإن الصحراء ليست سوى أرضا قاحلة"
وأوضح السيد الشرقاوي وهو صاحب دراسة سوسيولوجية وجيوسياسية حول الصحراء تحمل عنوان " الصحراء: روابط اجتماعية ورهانات جيوسياسية" التي أخذت منها المقالة أن الخلاصات التي خرجت بها الدراسة حول اندماج السكان الصحراويين في النسيج الاجتماعي المغربي تعد باكورة تحليل هم كل المعطيات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للعقود الأربعة الأخيرة, استعملت فيه منهجيات إحصائية ورياضية جد مدققة.
وأبرز السيد الشرقاوي, وهو أيضا عضو بهيئة تحرير العديد من المجلات الدولية, أن" خلاصات هذه الدراسة تصب كلها في نفس الاتجاه, ألا وهو بروز وترسخ شبكة مكثفة من الروابط الاجتماعية والاقتصادية ساهمت في اندماج مكونات أقاليم الصحراء وساعدتها على الخروج من حالة الخصاصة التي كانت تعيشها إبان الاستعمار, ومكنتها من إدراك الحداثة بفضل سياسة فعالة للتمييز الإيجابي"
وبعد أن أبرز دور السلطات العمومية في تحسين مستوى عيش الساكنة الصحراوية في مجالات متنوعة, أشار صاحب المقال في هذا الصدد إلى تقليص معدلات الفقر التي تعد" الأقل على المستوى الوطني", ومؤشرات التنمية والاجتماعية والبشرية التي تعتبر" الأعلى على صعيد المملكة"
.
وقال الباحث إنه يتعين أن تثير هذه النتائج اهتمام أولئك الذين" يريدون رسم حدود وهمية على الخريطة" معتقدين أنهم بذلك" يحترمون مبدأ شرعيا فارغا عوض الاهتمام بالحياة الحقيقية للصحراويين"
وأكد الباحث أن" للساكنة الصحراوية رابط اجتماعي قوي", مشيرا إلى أنها تتقاسم أشياء حيوية, وتتشابه إلى درجة يصعب معها التفريق فيما بينها, محذرا من أي محاولة تهدف إلى تقسيمهم إلى كيانين سياسيين، لأن ذلك " قد تشكل من الناحية الاجتماعية والسياسية والأخلاقية انتهاكا للحقوق الإنسانية لهؤلاء الأفراد ولإرادتهم الواضحة في العيش سويا"
كما تطرق الباحث إلى تأثير نزاع الصحراء على الشعوب المغاربية التي أصبحت" تقف عاجزة أمام شكل من أشكال التوترات المفتعلة والمنهكة", وقال" إذا كانت هذه الشعوب لا تدرك التكلفة الاقتصادية الحقيقية لغياب اتحاد مغاربي والتي تقدر بعشرات الملايير من الدولارات, فإنها مع ذلك تستشعر أهميته"
وخلص إلى أنه سيكون من الإجحاف الاعتقاد بأن انشغال الشعوب المغاربية بقوتها اليومي يفوق انشغالها بالقضايا التي تهم وحدتهم, مشيرا إلى أن" التفكير بهذا النحو سيكون إهانة لذكائهم"
لكن, بالنسبة للباحث، تعد روابط الزواج أفضل مؤشر على الاندماج الاجتماعي بالأقاليم الصحراوية, وهي خلاصة وصل إليها بعد دراسته لحوالي 30 ألف من عقود الزواج المبرمة من بداية سنة1960 إلى غاية2006
وأشار إلى أن النتيجة "المفاجئة" لهذه الدراسة التي همت الزيجات من داخل المجموعة نفسها وخارجها, أي بين الصحراويين أنفسهم أو مع باقي الساكنة المغربية, كشفت أن الزيجات بين الصحراويين عرفت انخفاضا مستمرا, على امتداد أربيعن سنة (المدة التي شملتها الدراسة) إذ تراجعت من97 في المائة إلى أقل من55 في المائة.
المصدر: و م ع
08-11-2007
